اشتباكات عنيفة وانفجارات ضخمة تهز حلب في اليوم الثالث لهجوم المعارضة

اشتباكات عنيفة وانفجارات ضخمة تهز حلب في اليوم الثالث لهجوم المعارضة
TT

اشتباكات عنيفة وانفجارات ضخمة تهز حلب في اليوم الثالث لهجوم المعارضة

اشتباكات عنيفة وانفجارات ضخمة تهز حلب في اليوم الثالث لهجوم المعارضة

هزت اصوات الاشتباكات العنيفة والانفجارات الضخمة، اليوم (الاحد)، أرجاء مدينة حلب السورية في اليوم الثالث لهجوم المعارضة المسلحة على اطراف احياء المدينة الغربية حيث قتل 38 مدنيا، بينهم 14 طفلا.
وتدور منذ يوم الجمعة اشتباكات عنيفة عند اطراف الاحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في حلب اثر هجوم شنته المعارضة.
وتهدف المعارضة من خلال هجومها الى كسر حصار تفرضه قوات النظام منذ اكثر من ثلاثة اشهر على الاحياء الشرقية.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية "قتل 38 مدنيا، بينهم 14 طفلا، جراء مئات القذائف والصواريخ التي اطلقتها الفصائل المعارضة على الاحياء الغربية في مدينة حلب منذ بدء هجومها". وأشار الى اصابة "حوالى 250 آخرين بجروح".
وتشكل مدينة حلب الجبهة الابرز في النزاع السوري والاكثر تضررا منذ اندلاعه العام 2011. وهي مقسمة منذ العام 2012 بين احياء غربية يعيش فيها حوالى مليون و200 الف شخص، واخرى شرقية يعيش فيها اكثر من 250 الف شخص.
وافاد مراسل الوكالة في الاحياء الشرقية، التي تعد بعيدة نسبيا عن جبهات القتال، اليوم ان اصوات الاشتباكات العنيفة والانفجارات الضخمة هزت ارجاء المدينة طوال الليل، ولا تزال مستمرة، وأكد مشاهدته اعمدة الدخان تتصاعد فوق المدينة.
وأوضح عبد الرحمن بدوره ان "الاشتباكات على اشدها في محور ضاحية الاسد، اذ تحاول فصائل المعارضة التقدم باتجاه حي الحمدانية" الواقع تحت سيطرة قوات النظام والمحاذي للاحياء الشرقية.
ولفت مدير المرصد الى "عدم حصول تقدم حتى اللحظة في حين تستهدف الفصائل مواقع قوات النظام بعشرات الصواريخ"، مشيرا الى "وصول تعزيزات عسكرية من مقاتلين وسلاح الى الطرفين".
وكانت الفصائل وبعد ساعات على اطلاقها الهجوم سيطرت على الجزء الاكبر من منطقة ضاحية الاسد، ولم يتمكن النظام سوى من السيطرة على بعض النقاط، فيما تمكن من صد هجوم عنيف آخر على حي جمعية الزهراء.
وتدور المعارك على جبهة تمتد حوالى 15 كيلومترا من حي جمعية الزهراء عند اطراف حلب الغربية مروراً بضاحية الأسد والبحوث العلمية وصولا إلى اطراف حلب الجنوبية.
وقال مصدر سوري ميداني للوكالة ان هجوم الفصائل "ضخم جدا ومنسق". وتمثل ذلك، بحسب قوله "بالتمهيد الناري الكبير بصواريخ الغراد وبالعربات المفخخة، وبالمقاتلين الاجانب في صفوفهم". وأكد ان "الخرق الوحيد الذي حصل هو في ضاحية الاسد، فيما لم يتمكن المسلحون من خرق أي محاور أخرى".
في المقابل أكد عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين زنكي ياسر اليوسف للوكالة انه "لا تزال هناك مفاجآت كبيرة مستقبلاً حول تنوع المحاور التي سيتم فتحها".
واسفرت المعارك والغارات الجوية على مناطق الاشتباكات منذ الجمعة، بحسب المرصد، عن مقتل "اكثر من 50 مقاتلا سوريا وآخرين أجانب في صفوف الفصائل، وما لا يقل عن 30 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها" فضلا عن عشرات الجرحى.
ورغم غارات النظام وروسيا على مناطق الاشتباك منعا لتقدم الفصائل، لم تستهدف الطائرات الحربية الاحياء الشرقية.
ورفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة طلبا تقدم به الجيش الروسي لاستئناف الغارات على شرق حلب.
وكانت روسيا أوقفت منذ حوالى اسبوعين شن غارات على شرق حلب، تمهيدا لهدنة اعلنتها من جانب واحد بدأ تطبيقها في 21 اكتوبر (تشرين الاول)، وذلك بعد حوالى شهر من هجوم اطلقته قوات النظام بهدف استعادة الأحياء الشرقية.
وانتهت الهدنة من دون ان تحقق هدفها باجلاء المدنيين والمقاتلين الراغبين بذلك.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».